مصطفى محمود في بداية حياته تخبط كثيرا وعانى كثيرا ، وذلك حينما تعمق في الدين والفلسفة، واشتهر في ذلك الوقت بأنه قد ألحد، إلا أنه عاد في رحلة طويلة من هذا الإلحاد إلى الإيمان التام القائم على العقل، وقد ألف في هذا كتابه الشهير ” رحلتي من الشك إلى الإيمان “، والذي وصف فيه حاله واجتهاده لكي يصل من مرحلة الشك بوجود إله، إلى اليقين التام بالله سبحانه وتعالى .

 

مصطفى محمود
مصطفى محمود هو فيلسوف مصري ولد عام 1921 م في شبين الكوم محافظة المنوفية بمصر، درس وتخرج من كلية الطب قسم الأمراض الصدرية، ولكنه أحب البحث والتعمق الفلسفي، وتوجه إلى الكتابة والتأليف، له العديد من المؤلفات يقدر عددها بـ 89 كتاب في كل المجالات، سواء الدينية أو الفلسفية أو العلمية أو الاجتماعية والسياسية، أو حتى الحكايات والمسرحيات وقصص الرحلات .

 

حياة مصطفى محمود العلمية وإنجازاته
للدكتور مصطفى محمود برنامج شهير اسمه العلم والإيمان، قام بتقديم حوالي 400 حلقة فيه، كما أن له مسجد باسمه في القاهرة بناه عام 1979 م، كما أنشأ  قوافل للرحمة، وثلاث مراكز طبيعة تعالج غير القادرين، وله العديد من الكتب والمؤلفات والأبحاث، في مجالات عديدة ومختلفة، أشهرها رائحة الدم، لغز الموت، لغز الحياة، في الحب والحياة، 55 مشكلة في الحب، رحلتي من الشك إلى الإيمان، وحوار مع صديقي الملحد، وقد توفي مصطفى محمود عام 2009 م، عن عمر يناهز 87 عاما .

أشهر أقوال مصطفى محمود
أولا أقوال مصطفى محمود الدينية

1- إلهي ارزقنا خوفك، ضع الموت بين أعيننا فلا شئ يستحق البكاء سوى الحرمان منك، و لا حزن بحق إلا الحزن عليك، باطل الأباطيل وقبض الريح كل شئ إلا وجهك، أنت الحق، وأنت ما نرى من جمال حيثما تطلعت عين، أو استمعت أذن أو حلق الخيال .

2- نعم إن الأمر صدق وحق، ولا شيء يستحق البكاء من الإنسان أكثر من خطيئته .

3- ابك ما شئت من البكاء فلا شئ يستحق أن تبكيه، لا فقرك ولا فشلك ولا تخلفك ولا مرضك، فكل هذا يمكن تداركه، أما الخطيئة التي تستحق أن تبكيها فهي خطيئة البعد عن إلهك، فإن ضيعت إلهك فلا شئ سوف يعوضك .

4- المستقبل بالنسبة لله حدث في علمه وانتهى، وكل ما يأتي في الغد القريب والبعيد بالنسبة لله تحصيل حاصل، ولهذا نجد الله يصف أحداث يوم القيامة بالفعل الماضي مع أنها مستقبل، كما في قوله تعالي : ( ونفخ في الصور فجمعناهم جمعا ) .

5- لا تيأس مهما بلغت أوزارك ولا تقنط مهما بلغت خطاياك، فما جعل الله التوبة إلا للخطاة، وما أرسل الأنبياء إلا للضالين و ما جعل المغفرة إلا للمذنبين و ما سمى نفسه الغفار التواب العفو الكريم إلا من أجل أنك تخطئ فيغفر .

 

ثانيا أقوال مصطفى محمود عن الحياة
1- الدنيا ليست كل القصة، إنها فصل في رواية، كان لها بدء قبل الميلاد، وسيكون لها استمرار بعد الموت، وفي داخل هذه الرؤية الشاملة يصبح للعذاب معنى .

2- من يقرأ التاريخ لا يدخل اليأس إلى قلبه أبدا، وسوف يرى الدنيا أياما يداولها الله بين الناس، الأغنياء يصبحون فقراء، والفقراء ينقلبون أغنياء، وضعفاء الأمس أقوياء اليوم، وحكام الأمس مشردو اليوم، والقضاة متهمون، والغالبون مغلوبون، والفلك دوار والحياة لا تقف، والحوادث لا تكف عن الجريان، والناس يتبادلون الكراسي، لا حزن يستمر ولا فرح يدوم .

3- فإذا كان الله منحنا الحياة فهو لا يمكن أن يسلبها بالموت، فلا يمكن أن يكون الموت سلبا للحياة، وإنما هو انتقال بها إلي حياة أخري بعد الموت، ثم حياة أخري بعد البعث، ثم عروج في السموات إلي ما لا نهاية .

4- لماذا اليأس وصورة الكون البديع، بما فيها من جمال ونظام وحكمة وتخطيط موزون توحي بإله عادل، لا يخطئ ميزانه، كريم لا يكف عن العطاء، لماذا لا نخرج من جحورنا، ونكسر قوقعاتنا، ونطل برؤوسنا لنشاهد الدنيا ونتأمل .

5- ما هو أكثر شيء يسعدك في هذه الدنيا ؟ المال، الجاه، النساء، الحب، الشهرة، السلطة، تصفيق الآخرين ؟ إذا كنت جعلت سعادتك في هذه الأشياء فقد استودعت قلبك الأيدي التي تخون و تغدر، وائتمنت عليها الشفاه التي تنافق و تتلون .

 

ثالثا أقوال مصطفى محمود السياسية
1- وما يحدث هذه الأيام أن الكل يرفع الأيدي بالدعاء لرفع الظلم، ولكن الكل ظالم مستبد كل في دائرته فلا يستجاب دعاء، وتغرق الدنيا في المظالم أكثر وأكثر .

2- نخن قادمون على عصر القرود، فبرغم هذا الكم من التكنولوجيا التي وصل لها الانسان، فنحن أصبحنا أمام إنسان أقل رحمة، أقل مودة، أقل عطفا، أقل شهامه، أقل مروءة، وأقل صفاء من الانسان المتخلف .

3- الحس الفكاهي للشعوب يتناسب طرديا مع مدى الكبت و الظلم الذي يتعرض له الناس .

4- ربما كان وطني كبيرا جدا، حتى إن كل العدل لا يكفيه .

5- ربما لا تزال بلادي من دول العالم الثالث فقط لعدم وجود عالم رابع .

رابعا أقوال مصطفى محمود عن الحب
1- لا يوجد وهم يبدو كأنه حقيقة مثل الحب، ولا حقيقة نتعامل معها وكأنها الوهم مثل الموت .

2- لا توجد كلمة في القاموس تعددت معانيها وتنوعت وتناقضت بقدر كلمة أحبك، وأكاد أقول أن هذه الكلمة لها من المعاني بقدر عدد الناس أي أربعة آلاف مليون معنى .

3- الرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهر، فيها الحب، و فيها التضحية، و فيها إنكار الذات، و فيها التسامح، و فيها العطف، و فيها العفو، و فيها الكرم، و كلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية، و قليل منا هم القادرون على الرحمة .

4- ومن دلائل عظمة القرآن و إعجازه أنه حينما ذكر الزواج لم يذكر الحب، و إنما ذكر المودة و الرحمة و السكن، سكن النفوس بعضها إلى بعض و راحة النفوس بعضها إلى بعض .

5- إذا قرأت أن الحب يشفى و أن المسيح كان يشفى بالحب، فتأكد أنك تقرأ حقيقة علمية .